بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين
و صلى الله على سيدنا محمد و على ءاله و صحبه
" من كان يريد العزة فلله العزة جميعا "
اللهم يا عزيز أعزنا بعزتك ! فلقد استعان علينا عدوك ابليس بعزتك " قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين الا عبادك منهم المخلصين ".
فلا عزة حقة الا من باب التعلق بمصدر العزة ومنبعها: " و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين ".
ان للعزة صورة و حقيقة .فأما الصورة فأن يتوهم الخلق مقام عزة في مظهرارتباط و تعلق بثقة في النفس أو في الغير أو نوع اعتزاز بعقل أو علم أو جاه أو مال أو ...
ان الذي يرى عزته رهينة بمسلك من المسالك التي ذكرنا يتردى في مدارك الذلة الكبرى و هو لا يشعر لأنه استغنى و تعززبضعيف فقير ذليل و هي نفسه التي بين جنبيه التي زينت له قبلة من هذه القبلات الباطلة و علقت عزته بها .
فالذي يرى عزته في عقل استشعر تميزه على العباد تتلاشى عزته عندما يبرز من يفوقه في اعمال العقل . و الذي يظن علمه هو مصدر عزته ف"بلعام بن باعوراء " أضله الله على علم . و شبهه بالكلب فهو " كالكلب ان تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ". فالعلم ان لم يثمر خشية من الله و احساسا بأن هذا العلم حجة لصاحبه أو عليه يدفعه الى ازدياد ذلة و انكسار و افتقار الى الله ما كان له أن يعز أحدا .
و الجاه و المال و ...لو كانت لتعز أحدا ما أعطاها الله لأعدائه . فانظر الى فرعون و هامان و قارون وأبي جهل و من على شاكلتهم فهل أعزهم شيء من ذلك ؟
الخلاصة اخوتي و أخواتي أن العزة الحقة هي صفة كمال و جلال لله عز و جل . فصفات الله سبحانه كلها صفات كمال توزعت بين صفات جمال و صفات جلال . أما صفات الجمال فواجب المؤمن معها " التخلق للتحقق " و لنا عودة اليها ان شاء الله في موضوع لاحق . و أما صفات الجلال و منها " العزيز" فالمؤمن منتدب " للتعلق " بها . أي على المؤمن أن يعيش صفاته هو من ضعف (" و خلق الانسان ضعيفا ") و فقر (" يا أيها الناس أنتم الفقراء الى الله ..." ) و ذلة ( أذلة على المؤمنين ) و ... ليعود الله عليه بصفاته الجلالية .
فهو القوي الغني العزيز ...
ربنا تقبل منا انك أنت السميع العليم !
و ءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين !