السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
من طرف : اخوكم
توفي
والدي منذ سبع سنوات, ومن حينها أعاني من قلق وحوف شديد, تناولتُ الكثير
من الأدوية المضادة للاكتئاب, ومنذ سنتين بدأت آخذ وأتناول دواء
venlafaxine 75mg، وتحسنت عليه ولكن عادت الآن حالتي القديمة: شعور بالخوف
وشعور بأني أعيش في دنيا ليست الدنيا، التي كنت أعيش فيها، وأيضا أعاني من
الوسواس. وأصبحتُ أشكك في سلامتي العقلية وأخاف أن يحدث لي شيء، فما الحل؟
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك
الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل
الله لك التوفيق والسداد، ونسأل الله تعالى الرحمة لوالدك.
وبالنسبة
لحالة القلق والخوف التي تعاني منها، أنت ربطها بوفاة الوالد، ولا شك أن
فقدان الوالد حدث حياتي كبير يمر به جميع الناس، ولذلك قال الله تعالى:
{ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات} لكن
{وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون *
أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}.
فيجب على
الإنسان المؤمن بالله واليوم الآخر أن يعرف حقيقة الموت وأنه حق ولا شك في
ذلك وأن المرء ينقطع عمله إلا من ثلاث، أحد هذه الثلاثة الولد الصالح الذي
يدعو له، وأنت إن شاء الله تعالى كذلك، فدعاك لوالدك وبرك لمن كان يعرف من
أقارب وأصدقاء وأحباب، فإن هذا سوف يعطيك جرعة إيمانية قوية، وفي ذات الوقت
يساعدك في التقليل من هذا القلق والتوتر الذي تعيشه.
بالنسبة
للعلاج الدوائي أنت تتناول (venlafaxine) بجرعة خمسة وسبعين مليجرامًا، هذا
الدواء دواء جيد، ولكن أعتقد أنك ربما تكون محتاجا إلى رفع الجرعة إلى
مائة وخمسين مليجرامًا يومياً، فقد تمت أبحاث كثيرة تشير إلى أن القلق
والخوف يحتاج إلى مثل هذه الجرعة، وأنت لديك أيضا ما يمكن أن نسميه بـ
(سنحة وسواسية) – أي الشيء البسيط من الوساوس – فأنت لديك جوانب وسواسية
واضحة في حالة القلق التي تعيشها فيما ذكرته حول شكك من سلامة العقل، فهذا
نوع من الوسواس، فأنت كامل العقل والوجدان والشعور، ومجرد القلق هو الذي
أصبح يعطيك هذه التأويلات السلبية الوسواسية، فأرجو أن تحقِّر هذه الفكرة
تماماً.
إذن رفع جرعة الـ (venlafaxine) إلى مائة وخمسين مليجرامًا
يومياً أرى أنه سوف يفيدك، واستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر - مثلاً -
ثم بعد ذلك تخفض الجرعة إلى خمسة وسبعين مليجرامًا، وهذا قد يكون حلاً
جيدًا ومفيدًا جداً بالنسبة لك، ولا بد أن تجعل لحياتك معنىً وهدفًا، وطور
حياتك على النطاق المهني والتواصل مع الأصدقاء وممارسة الرياضة، واحرص على
الصلاة مع الجماعة، وتواصل مع الأصدقاء والأرحام، هذا فيه عائد نفسي عظيم
جداً عليك - إن شاء الله تعالى - وهذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله تعالى
لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
وللفائدة انظر العلاج السلوكي
للقلق: ( 261371 - 264992 - 265121 )، والعلاج السلوكي للمخاوف: ( 262026 -
262698 - 263579 - 265121 ).
والله الموفق