بسم الله الرحمان الرحيم
أما بعد:
رب اشرح لي صدري ويسر اي امري وحلل عقده لساني يفقهوا قولياخواتي الفاضلاتمعنا حديث النبوي اليوم ونأتي بتفسيره للعلامه بن الباز رحمه الله
الحديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال صلى الله عليه وسلم :
{استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فاستوصوا بالنساء خيرا}
رواه الشيخان في الصحيحين
التفسير:
هذا الحديث صحيح رواه الشيخان في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((استوصوا بالنساء خيرا))[1]
هذا أمر للأزواج والآباء والإخوة وغيرهم أن يستوصوا بالنساء خيرا وأن يحسنوا إليهن وأن لا يظلموهن وأن يعطوهن حقوقهن، هذا واجب على الرجال من الآباء والإخوة والأزواج وغيرهم أن يتقوا الله في النساء ويعطوهن حقوقهن هذا هو الواجب ولهذا قال: ((استوصوا بالنساء خيرا)).
وينبغي ألا يمنع من ذلك كونهن قد يسئن إلى أزواجهن وإلى أقاربهن بألسنتهن أو بغير ذلك من التصرفات التي لا تناسب لأنهن خلقن من ضلع كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((وإن أعوج ما في الضلع أعلاه)).
ومعلوم أن أعلاه مما يلي منبت الضلع فإن الضلع يكون فيه اعوجاج، هذا هو المعروف،
والمعنى أنه لا بد أن يكون في تصرفاتها شيء من العوج والنقص، ولهذا ثبت في الحديث الآخر في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن))[2].
وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم نقص العقل بأن
شهادة المرأتين تعدل شهادة الرجل وذلك من نقص العقل والحفظ،
وفسر نقص الدين بـ
أنها تمكث الأيام والليالي لا تصلي يعني من أجل الحيض وهكذا النفاس،
وهذا النقص كتبه الله عليهن ولا إثم عليهن فيه، ولكنه نقص واقع لا يجوز إنكاره،
كما لا يجوز إنكار كون الرجال في الجملة أكمل عقلاً وديناًَ، ولا ينافي ذلك وجود نساء طيبات خير من بعض الرجال؛ لأن التفضيل يتعلق بتفضيل جنس الرجال على جنس النساء، ولا يمنع أن يوجد في أفراد النساء من هو أفضل من أفراد الرجال علماً وديناً كما هو الواقع.
فيجب على المرأة أن تعترف بذلك وأن تصدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما قال، وأن تقف عند حدها، وأن تسأل الله التوفيق، وأن تجتهد في الخير، أما أن تحاول مخالفة الشريعة فيما بين الله ورسوله فهذا غلط قبيح، ومنكر عظيم، لا يجوز لها فعله، والله المستعان.
المرجع :
[1] رواه البخاري في (كتاب النكاح) باب الوصاة بالنساء، حديث رقم (4787) ورواه مسلم في (كتاب الرضاع) باب الوصية بالنساء، حديث رقم (2671).[2] رواه البخاري واللفظ له، في (كتاب الحيض) باب ترك الحائض الصوم، حديث رقم (293) ورواه مسلم في (كتاب الإيمان) باب نقصان الإيمان بنقصان الطاعات، حديث رقم (114).المصدر :مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الحادي والعشرون
اخواتي في الله هل تحس كل منا بالحرج عندما يذكرها احد بأنها خلقت من ضلع أعوج؟هل نشعر بأن عوج الضلع الذي خلق الله منه ينتقص منا ومن قدراتنا؟لا اخواتي هذا ليس مفهوم حديث رسولنا الحبيب الحديث عكس ذلك المفهوم تماما-انه لا ينتقص من قدرات المرأه شيئا ولاينال من كيانها الانساني بل هو ينبه الي طبيعه سيكولوجيه هامه خلقت عليها المرأه وينهي عن محاوله تغير هذه الصيغه(فان ذهبت تقيمه تكسره)
-ورسولنا المصطفي صلي الله عليه وسلم يبدأ بالإيصاء ويختم بالإيصاء خيرا بالمرأه وهنا يؤكد بعدم الظن بالانتقاص من قدراتها-فهذا مثلا: عندما يخبرنا الله عز وجل انه خلق الانسان من طين هل معني ذلك ان الاسلام يهين الانسان؟لا ولكن الله يخبرنا عن حقيقه لا يلمها الاهو وليس علنا الا التصديق بها-كما ان عوج الضلع ليس عيبا واستقامته ليست ميزه وماأجمل القوس والسهم كمثال لهذه الحقيقه فالقوس اعوج والسهم مستقيم ولولا عوج القوس لما انطلق السهم ليصيب هدفه
-تعالو نتأمل معا هذا المثال:لوتأملنا الضلوع في قفصنا الصدري نجد انها معوجه لتؤدي مهمتها في حمايه اهم عضوين وهما القلب والرئتينكانها تحنو وترفق عليهما-(المرأه خلقت من ضلع اعوج)فهو يعني ايضا ان المرأه تختلف عن الرجل (ان اعوج مافي الضلع اعلاه)اي رأس الرأه في طريقه تفكيرها تختلف كثيرا عن تفكير الرجل لان الرجل كلشيء عنده محسوب بالعقل ونادرا ما يستخدم العاطفه علي عكس المرأه فعاطفتها هي التي تسيطر علي تفكيرها
-فيقول الرسول صلي الله عليه وسلمان ذهبت تقومه كسرته)اي فقد طبيعته اي لم يصبح ضلعا بمعني لم تصبح المرأه التي لهادور في الحياه الذي أهلها الله من اجله بمعني ان الرجل يفتقدها كأمرأه وكزوجهوالسبيل الذي يدعو الرسول الكريم في الحديث هو الوصيه بان الرجال يقبلن النساء كما هن(وان أردت أن تستمع بها فأستمتع علي عوجها) لان عوجها رأفه وحمايه وهي مهمه المرأه في الحياه
واخيرا اخواتي هذا الوصف من رسول الله ليس سُبَّة في حق النساء ، ولا إنقاصاً من شأنهن؛ لأن هذا الاعوجاج في طبيعة المرأة هو المتمم لمهمتها؛ لذلك نجد أن حنان المرأة أغلب من استواء عقلها ، ومهمة المرأة تقتضي هذه الطبيعة ، أما الرجل فعقله أغلب ليناسب مهمته في الحياة ، حيث يُنَاط به العمل وترتيب الأمور فيما وُلِّي عليه . إذن : خلق الله كلاً لمهمة ، وفي كل مِنَّا مهما كان فيه من نقص
ظاهر)