حمض الساليسيليك ( حمض – o – هيدروكسي البنزوئيك)( هو حمض
ثنائي الوظيفة فهو فينول لأنه يحتوي على المجموعة – OH الفينولية وهو حمض
كربوكسيلي ( يحتوي على مجموعة كربوكسيلية مرتبطة بالحلقة العطرية)،
وبالتالي فهو يعطي نوعين مختلفين من تفاعلات الاسترة. يشارك في التفاعل حمض
الساليسيليك بمثابة كحول أو كحمض، فلدى تفاعله مع بلا ماء حمض الخل يتشكل
استيل حمض الساليسيليك ( الأسبرين) ، بينما يقود التفاعل مع زيادة من
الكحول للحصول على ساليسيلات الميتيل (زيت البتول)
استعمل حمض
الساليسيليك أو الصفصاف منذ سنوات عديدة كمركب دوائي، وغالبا ما يستخدم
ملحه الصوديومي، فأملاح الساليسيلات هي مركبات دوائية تستخدم كمسكنات
للآلام وكخافضات للحرارة، ونظرا لتمتع ساليسيلات الصوديوم بمفعول مخرش
للجدار الداخلي للمعدة لذلك استعيض عنها باستخدام بعض الاسترات، التي تعبر
المعدة دون أن تتحول إلى حموض حرة، إذ تتحلمه هذه الاسترات الجديدة في بيئة
متوسطة القلوية في الأمعاء ويتحرر حمض الساليسيليك.
إن الأسبرين
Aspirin )استيل حمض الساليسيليك (Acetyl salicylic acid هو أكثر
الساليسيلات استخداما كمركب دوائي، ويحضر بإجراء أستلة للمجموعة (-OH)
الفينولية في حمض الساليسيليك، وذلك بتفاعل حمض الساليسيليك مع بلا ماء حمض
الخل بحضور حمض معدني
يعد بلا ماء حمض الخل كاشف أسيلة فعال فهو
يتفاعل بسرعة مع الكحولات أو الفينولات بحضور الوسطاء معطيا استر اسيتات
)تتحول المجموعة –OH إلى استر اسيتات (acetate ester. سنستعمل في هذه
التجربة زيادة من بلا ماء حمض الخل لأن قسما منه يستهلك من أجل تحويل حمض
الساليسيليك إلى أسبرين، والجزء الآخر هو بمثابة مذيب في التفاعل، ونظرا
لفعالية بلا ماء حمض الخل ليس من الضروري تسخين المزيج التفاعلي حتى
الغليان، وإنما يكفي تسخينه في حمام مائي بالدرجة 50 – 60 oC .يضاف بعد
انتهاء التفاعل الماء للتخلص من الزيادة من بلا ماء حمض الخل ( يتم تحويله
إلى حمض الخل المنحل في الماء) ومن أجل ترسيب الأسبرين الخام.
إن أغلب
الشوائب التي يمكن مصادفتها في الأسبرين الخام هي بقايا حمض الساليسيليك
غير المتفاعل، بالإضافة إلى البوليميرات المتشكلة من اتحاد جزيئات حمض
الساليسيليك مع جزيئات الأسبرين.
يتفاعل استيل حمض الساليسيليك مع
بيكربونات الصوديوم ويشكل معها أملاحا صوديومية منحلة في الماء، أما المواد
الثانوية الناتجة عن التفاعل فلا تنحل في محلول بيكربونات الصوديوم، ونظرا
للاختلاف الملاحظ في سلوك هذه المركبات تجاه ملح بيكربونات الصوديوم يمكن
إتباع طريقة تعتمد على هذا السلوك لتنقية الأسبرين:
إن أغلب الشوائب
التي تصادف في المنتج النهائي هي حمض الساليسيليك الذي يمكن أن تنتج عملية
الأستلة غير الكاملة أو من حلمهة الناتج خلال مراحل الفصل، فإذا كان
الأسبرين الناتج محتويا بعضا من الشوائب يمكن تنقيته بإعادة بلورته
باستخدام مزيج من الايتانول – ماء( ولا يستخدم الماء بمفرده لأن الأسبرين
سيتحلمه تدريجيا لدى تسخينه مع الماء) . يجرى عادة الكشف عن بقايا حمض
الساليسيليك في الأسبرين والتأكد من نقاوة الأسبرين باللجوء إلى التفاعل مع
كلوريد الحديد، حيث يتفاعل حمض الساليسيليك مع كلوريد الحديد مشكلا معقدات
ملونة ( الاختبار المميز للمجموعة –OH الفينولية) ، أما في حال غياب اللون
في محاليل الاختبار فإن ذلك دليل على نقاوة الأسبرين.